قصة نجاح ايزادور شارب مؤسس سلسلة فنادق "فور سيزونز"

ومما يجعل نجاح أنتيتوكونمبو أكثر إثارة للإعجاب أن فريق ميلووكي باكس ليس بين الفرق الكبرى في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين.
وكانت البطولة الوحيدة التي أحرزها النادي في عام 1971، بينما كانت أمريكا لا تزال في حرب مع فيتنام.
ويطلق المعلقون على النوادي الشبيهة بميلووكي باكس بمقره في ولاية ويسكونسن، اسم "فِرَق السوق الصغيرة" - حيث تكافح هذه النوادي لملء مقاعد المتفرجين في المدرجات.
وكانت تلك حال نادي ميلووكي باكس حتى وصل أنتيتوكونمبو. أما الآن فلم يعد يشغر مقعد واحد بين 17 ألف مقعد في المدرجّات.
والسبب الرئيسي بسيط: هو أن المشجعين يرغبون في رؤية "الوحش اليوناني".
وفي ظل وجود أنتيتوكونمبو بات ميلووكي باكس أفضل فريق في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين لهذا الموسم؛ إذ حقق الفريق الفوز في 75 في المئة من مبارياته.
أنتيتوكونمبو هو في طليعة هدافي الفريق كما يقود الوحش اليوناني ميلووكي باكس في التمريرات الحاسمة والهجمات المرتدة في كل مباراة.
يقول جون هنسون، زميل أنتيتوكونمبو في فريق ميلووكي باكس: "قبل أن يأتي يانيس لم يكن يحضر لنا في المدرجات سوى القليل من المشجعين، حتى لقد كان بإمكاننا أن نسمع حديث عائلاتنا ونحن نلعب. وكان يمكن للأم أن تسدي نصيحة لابنها اللاعب في المباراة".
ويُظهر بثّ المباريات حول العالم مدى الضآلة التي يبدو عليها خصوم أنتيتوكونمبو في مواجهته. ولكن إحدى المباريات شهدت تصويبة من فوق السلة "دانك" - وهي تلك التي يضع فيها اللاعب الكرة داخل الحلقة بيده بدلا من تصويبها من بعيد.
وهي لعبة شائعة -يصنعها لاعبو دوري كرة السلة الأمريكي أكثر من مرة في المباراة- ولكن في هذه التصويبة، أذهل يانيس المشجعين والنقاد على السواء بالطريقة التي قفز بها فوق خصمه تيم هارداواي جونيور الذي يبلغ طوله 1.98 متر ، في فبراير/شباط من العام الماضي.
وهذا هو العام الثالث من أصل أربعة أعوام هي مدة تعاقد أنتيتوكونمبو البالغ قيمته 100 مليون دولار، لكن العقد المقبل سيكون أعلى قيمة بالتأكيد، لا سيما إن أحرز الوحش اليوناني جائزة أفضل لاعب.
حال حصول أنتيتوكونمبو على الجائزة، سيكون رابع لاعب غير أمريكي يحصل عليها منذ تدشينها عام 1955.
لكن بخلاف لاعبي كرة سلة كثيرين، لا يحب "الوحش اليوناني" المظاهر.
فحتى العام المنصرم، كان أنتيتوكونمبو يعيش في شقة مؤجرة عبارة عن غرفتين مع أمه وصديقته وأخيه.
ولم تقف السنوات الصعبة في اليونان مانعا بين أنتيتوكونمبو وتمثيل بلده في المنافسات الدولية، حيث يلعب إلى جوار أخيه ثاناسيس. لكن لكل منهما حذاؤه الخاص الآن.
ولم يكن لأحد أن يلوم على أنتيتوكونمبو إذا هو سلك سلوكا مغايرا على صعيد تمثيل اليونان في المنافسات الدولية، ذلك أنه لم يحصل على الجنسية اليونانية إلا عام 2013، في عملية هيمنت عليها البيروقراطية التي كاد يتعذر عليه في ظلها السفر إلى الولايات المتحدة لإتمام انتقاله إلى فريق ميلووكي باكس.
كما أن السياسي اليوناني، نيكولاس مايكلوليالوس، زعيم حزب "الفجر الذهبي" اليميني المتطرف، هاجم الحكومة اليونانية على قرارها منح يانيس وأخيه ثاناسيس الجنسية، واصفا يانيس بأنه "شِمبانزي".
لكن رئيس الحكومة اليوناني آنذاك، أنتونيس ساماراس، رد اعتبار يانيس قائلا إن "انتماءه لليونان يفوق انتماء المتحدثين عنه بسوء".
في ذلك الوقت، لم تمر مسألة معاملة يانيس وثاناسيس معاملة خاصة مقارنة بأبناء مهاجرين آخرين أقل شهرة وُلدوا في اليونان- لم تمر مرور الكرام؛ فقد أثارت انتقادات من جماعات حقوقية.
يقول يانيس: "مرت عليّ أوقات كثيرة عندما كنت في اليونان، كان الناس يقولون لي: 'أنت لست يونانيا، إنما أنت نيجيري لأنك أسود'. لكن سرعان ما تبدلت الأحوال وكثيرا ما بتُّ أسمع مَن يقولون: 'أنت لست أفريقيا. أنت يوناني'. لكنني لا أعير ذلك اهتماما. وفي أعماق ذاتي أعلم مَن أكون ومن أين أنا. وهذا هو كل ما يهمني".

Comments

Popular posts from this blog

联合国呼吁重新审视生物燃料发展政策

在天空中监测全球水资源

ईरान से भारी तनाव के बीच ट्रंप सऊदी को देंगे अरबों डॉलर के हथियार