قد يمضي وقت طويل قبل إقرار ضحايا الاعتداء بما جرى لهم

وجاءت نتائج هذه التجارب مطابقة لنتائج الدراسات السابقة، ولكن الأمر لم يقتصر هذه المرة على الساعات المستديرة، إذ اختار المشاركون للبدناء مرايا ومصابيح وشموع كلها كانت مستديرة الشكل، ولم يختلف الأمر سواء كان الزبون المحتمل ذكرا أم أنثى.
ويرى الباحثون أن هذا التحيز لا ينحصر في الرغبة في التوفيق بين نوع الجسم وشكل المنتج الأقرب شبها به، بل إن مرده تأثير الصور النمطية التي ارتبطت في الأذهان بالمنتج والزبائن على القرارات التي نتخذها.
وتعد صفات مثل خفة الظل والود من بين السمات التي طالما وُسم بها البدناء، وخلصت دراسة إلى أن الأشكال المستديرة أكثر ألفة مقارنة بالأشكال ذات الزوايا الحادة.
وأجرى الباحثون تجارب أخرى لمعرفة مدى تأثير هذه الصورة النمطية في اختيار السلع للزبائن، وكان الممثلون في هذه التجارب يتعاملون ببشاشة أحيانا وبفظاظة أحيانا أخرى.
ولاحظ الباحثون أن البائعين كانوا يعرضون على هؤلاء الممثلين سلعا أكثر استدارة عندما كانوا مبتسمين، وسلعا أكثر استطالة عندما كانوا متجهمين، ولم تؤثر هذه المرة نحافة الزبائن أو بدانتهم في نتائج الدراسة.
وتقول فالين: "لم نجد أي دليل بعد يثبت أن البدناء يفضلون السلع المستديرة أو أن الأشخاص أصحاب الوزن المعتدل يفضلون السلع المستطيلة".
وبسبب هذا التحيز الضمني يُنصح الزبائن دائما بشراء سلع لا تروق لهم أو تُحجب عنهم السلع التي قد تناسب أذواقهم ويرغبون في شرائها.
وتقول فالين، إن ثمة أشكالا مشابهة من التحامل والتحيز تؤثر على الاختيارات والقرارات في مجالات أخرى غير التسوق.
وتضيف: "ثمة عوامل أخرى قد تجعلنا نربط لاشعوريا بين بعض الأشخاص وبين الأشياء التي نختارها لهم، أو المهام التي نسندها إليهم، منها مثلا التمييز على أساس النوع أو العرق، أو غير ذلك من أشكال التعميم والأحكام المسبقة المبنية على دلالات مادية، مثل قسمات الوجه، كالأشخاص ذوي الوجوه الطفولية".
وتقترح فالين للقضاء على هذه المشكلة تدريب البائعين في المتاجر على تجاوز هذه التحيزات والبحث عما يفضله الزبون بالفعل، بدلا من اتخاذ قرارات متسرعة مبنية على افتراضات خاطئة، مثل وزن الجسم.
وبالرغم من أن هذه النتائج تكشف لنا عن أحد الانعكاسات السلبية الأقل ضررا للتحيز على أساس الوزن، إذ لن يتأثر الشخص البدين كثيرا إن اشترى مصباحا مدببا أو مستديرا أكثر مما يفضل، إلا أنها تسلط الضوء على مدى تأثير التمييز على أساس وزن الجسم في أبسط قراراتنا اليومية.
كانت في السادسة عشرة من عمرها وكان هو في الأربعين، وقالت لنفسها إن الأمر لم يعدو كونه علاقة عاطفية عابرة.
لكن جسدها وعقلها كانا يبوحان بغير ذلك، فكانت تشعر أحيانا وكأنها منفصلة عن جسدها، وكانت لا تقوى على التوقف عن الارتجاف بشكل واضح ما إن تراه. كانت الرعشة تتملكها من أعلاها لأسفلها وكأن زلزالا ضرب جسدها بالكامل.
لم تعهد تلك الأعراض من قبل ولم يسبق أن جمعها "لقاء" برجل يكبرها سنا، فلابد أن هذا هو السبب، أو هكذا أخبرت نفسها محاولِة ألا تعير الأمر اهتماما.
ومضى على ماريسا كوربل أكثر من عشر سنوات حتى تنظر إلى ما حدث على أنه اعتداء وليس علاقة. وتقول: "حملت نفسي اللوم بالكامل لتسع أو عشر سنوات". وبعد سنوات قضتها في العلاج، تعمل ماريسا، التي أصبحت أم ومحامية اليوم، لصالح مؤسسة في أوريغون للدفاع عن الناجين من الاعتداء الجنسي.
وحتى يومنا هذا ينتاب ماريسا أحيانا عرض الشعور بالانفصال عن جسدها، وهو الشعور الذي انتابها أثناء تعرضها للاعتداء. ولا سبيل لاستيعاب ما حدث لها إلا بالعودة بذاكرتها مرة أخرى للصدمة، وتقول "أتذكر تجارب جنسية تجتاحني وتجعلني أغادر جسدي رغما مني" - هكذا تقول بنوع من البرود، مضيفة "لدي علاقة معقدة مع هذا الانفصال عن جسدي إذ أعي أنه من علامات الصدمة. وأنا أعلم أنه لم يكن الاستجابة الأفضل لما حل بي".
ولم تكن ماريسا كوربل هي الوحيدة التي عانت من مثل هذه التجربة، فقد أظهر تحليل بيانات مجمعة من 28 دراسة لفتيات ونساء في سن الرابعة عشرة أو أكبر ممن تعرضن للجنس دون رغبة منهن، قهرا أو غصبا أو تهديدا، أن 60 بالمائة من الضحايا لم يعترفن بتعرضهن لاغتصاب.
ويبرر هذا السبب وراء عدم إبلاغ الضحية مباشرة عن تعرضها لاعتداء، إذ يمضي وقت لتتمكن بالإقرار بتعرضها له.
ولكي يتسنى معرفة أن أمرا ما وقع دون موافقة الضحية يتعين النظر إلى علامات معينة تصحب "اضطراب ما بعد الصدمة" ومنها التجنب المعنوي والسلوكي لما يُذكر بالصدمة. وفي الواقع فإن 75 بالمئة ممن يلجئون لمراكز تابعة لمنظمة مساعدة ضحايا الاغتصاب في انجلترا وويلز يطلبون عونا جراء تعرضهم لاعتداء قبل عام أو أكثر

Comments

Popular posts from this blog

联合国呼吁重新审视生物燃料发展政策

在天空中监测全球水资源

ईरान से भारी तनाव के बीच ट्रंप सऊदी को देंगे अरबों डॉलर के हथियार